بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (14)

قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ إِنَّ مِنْ أزواجكم وأولادكم عَدُوّاً لَّكُمْ } ، حين يمنعونكم الهجرة ، { فاحذروهم } أن تطيعوهم في ترك الهجرة . روى سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن قوماً أسلموا بمكة ، فأرادوا أن يخرجوا إلى المدينة ، فمنعهم أزواجهم وأولادهم . فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، رأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فأرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم ، فنزل قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ إِنَّ مِنْ أزواجكم وأولادكم عَدُوّاً لَّكُمْ فاحذروهم } . { وَأَن تَعْفُواْ } يعني : تتركوا عقابهم ، { وَتَصْفَحُواْ } يعني : وتتجاوزوا ، { وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لذنوب المؤمنين { رَّحِيمٌ } بهم .