بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُۚ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ} (30)

ثم قال : { فَرِيقًا هدى } وهم المؤمنون فعلم الله تعالى منهم الطاعة ويكرمهم بالمعرفة { وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضلالة } أي وجب عليهم الضلالة ، فخذلهم ولم يكرمهم بالتوحيد حيث علم منهم المعصية والكفر { إِنَّهُمُ اتخذوا الشياطين } يعني : لأنهم اتخذوا الشياطين { أَوْلِيَاء مِن دُونِ الله } يعني : اتخذوهم أولياء وأطاعوهم بالمعصية { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } أي يظنون أنهم على الهدى . قال الزجاج : فيه دليل أن من لا يعلم أنه كافر وهو كافر يكون كافراً لأن بعضهم قال : لا يكون كافراً وهو لا يعلم . وذلك القول باطل لأن الله تعالى قال : { وَمَا خَلَقْنَا السماء والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا باطلا ذلك ظَنُّ الذين كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النار } [ ص : 27 ] وقال : { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } .