بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ} (12)

{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } يعني : أن تسجد ولا زيادة . ومعناه : ما منعك عن السجود إذ أمرتك بالسجود لآدم { قَالَ } إبليس عليه اللعنة : إنما لم أسجد لأنّي { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } أي هذا الذي منعني عن السجود . فاشتغل اللعين بالقياس والقياس في موضع النص باطل ، لأنه لما أقرّ بأنه هو الذي خلقه . فقد أقرّ بأن عليه واجب وعليه أن يأتمر بأمره . ومع ذلك لو كان القياس جائزاً في موضع النص ، فإن قياسه فاسداً ، لأنّ الطين أفضل من النار ، لأنّ عامة الثمار والفواكه والحبوب تخرج من الطين ، ولأن العمارة من الطين والنار للخراب .