بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدٖ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (127)

قوله : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل سورة براءة ، فيها عيب المنافقين ، { نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ } ؛ ويتغامزون ويقولون فيما بينهم : { هَلْ يَرَاكُمْ مّنْ أَحَدٍ } من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا رآهم أحد قاموا وصلوا ، وإن لم يرهم أحد لم يصلوا . قال تعالى : { ثُمَّ انصرفوا } ، يعني : خرجوا من المسجد ، ويقال : انصرفوا من الإيمان . { صَرَفَ الله قُلُوبَهُم } عن الإيمان ، وعزل قلوبهم عن الفهم بخروجهم من المسجد وانصرافهم عن الإيمان ، ويقال : هذا على وجه الدعاء واللعن ، كقوله : { وَقَالَتِ اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وَقَالَتِ النصارى المسيح ابن الله ذلك قَوْلُهُم بأفواههم يضاهئون قَوْلَ الذين كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قاتلهم الله أنى يُؤْفَكُونَ } [ التوبة : 30 ] ؛ ويقال : هذا على معنى التقديم ، ومعناه صرف الله قلوبهم ، لأنهم انصرفوا عن الإيمان . ويقال : هذا على معنى التقديم ، ومعناه صرف الله قلوبهم ، لأنهم انصرفوا عن الإيمان . { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أمر الله تعالى .