بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

ثم قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { فَإِن تَوَلَّوْاْ } ، يعني : إن أعرضوا عنك ولم يؤمنوا بك ، { فَقُلْ حَسْبِىَ الله } يعني قل : كفاني الله وفوضت أمري إلى الله ووثقت به . { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } ، يعني : لا ناصر ولا رازق ولا معين إلاّ هو . { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، يعني : به أثق { وَهُوَ رَبُّ العرش العظيم } ، يعني : خالق السرير العظيم أعظم من السموات والأرض . وقرأ بعضهم { العظيم } بالرفع فجعل العظيم من نعت الله تعالى ، وقراءة العامة { العظيم } بالخفض ويكون العظيم نعتاً للعرش .

وذكر عن عثمان بن عفان أنه لما جمع القرآن في المصحف ، كان لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد بها رجلان ، فجاء خزيمة بن ثابت بهاتين الآيتين { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ من أنفسكم } إلى آخر السورة ، فلم يطلب منه البينة وأثبته في المصحف . وروي عن حذيفة أنه قال : يسمون سورة براءة سورة التوبة وهي سورة العذاب . عن ابن عباس أنه قال : كنا نسميها الفاضحة ، فما زالت تنزل في المنافقين ومنهم ، حتى أشفق كل واحد على نفسه ؛ والله أعلم بالصواب .