بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (124)

قوله تعالى : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { فَمِنْهُمْ } ؛ أي من المنافقين { مَن يقُولُ } بعضهم لبعض : { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه } السورة { إيمانا } ، يعني : تصديقاً بهذه السورة مع تصديقكم استهزاء بها .

قال الله تعالى : { فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ } يعني : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، { فَزَادَتْهُمْ إيمانا } : يعني : تصديقاً بهذه السورة مع تصديقهم بالله تعالى وثباتاً على الإيمان . { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ، يفرحون بما أنزل من القرآن .

قال الفقيه : حدثنا محمد بن الفضل ، وأبو القاسم الشنابازي قالا : حدثنا فارس بن مردويه قال : حدثنا محمد بن الفضل العابد قال : حدثنا يحيى بن عيسى قال : حدثنا أبو مطيع ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان يزيد وينقص ؟ قال : « لا ، الإيمانُ مُكَمَّلٌ فِي القَلْبِ . زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ » . قال الفقيه : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي قال : حدثنا أبو عمران المؤدب الدستجردي قال : حدثنا صخر بن نوح قال : حدثنا مسلم بن سالم ، عن ابن الحويرث ، عن عون بن عبد الله قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في خطبته : لو كان الأمر على ما يقول الشكاك الضلال ؛ إن الذنوب تنقص الإيمان ، لأمسى أحدنا حين ينقلب إلى أهله وهو لا يدري ما ذهب من إيمانه أكثر أو أبقى .