قوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ } ، قال مقاتل : يعني : أهل مكة قد جاءكم رسول من أنفسكم تعرفونه ولا تنكرونه ؛ ويقال : هذا الخطاب لجميع العرب { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم { مّنْ أَنفُسِكُمْ } يعني : من جميع العرب ، لأنه لم يكن في العرب قبيلة إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قرابة . وهذا من المجاز والاستعارة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان فيهم ولم يجىء من موضع آخر ، معناه ظهر فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ويقال : هذا الخطاب لجميع الناس { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ } يعني : آدمياً مثلكم قرأ بعضهم { مّنْ أَنفُسِكُمْ } بنصب الفاء يعني : من أشرفكم وأعزكم ، وهي قراءة شاذة .
ثم قال تعالى : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } ، يعني : شديد عليه ما أثمتم وعصيتم { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، قال الكلبي : يعني : على إيمانكم ؛ وقال مقاتل : { حريص عليكم } بالرشد والهدى ؛ وقال قتادة : حريص على من لم يسلم أن يسلم . ثم قال : { بالمؤمنين رَءوفٌ رَّحِيمٌ } ، أي رفيق بجميع المؤمنين ، رحيم بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.