تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدٖ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (127)

وقوله تعالى : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) قال بعضهم : الآية صلة قوله : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً )/225-أ/ أي كان ( نظر بعضهم إلى بعض ) ثم يقولون ما ذكر ( فمنهم من يقول ) إذا كانت السورة التي نزلت حجة في إظهار الدين والإيمان يسمعون ، ويقولون ( أيكم زادته هذه إيمانا ) وإذا نزلت في إظهار نفاقهم وافتضاحهم ( نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا ) ولا يسمعون منه السورة إشفاقا لئلا يظهر نفاقهم .

وقوله تعالى : ( صرف الله قلوبهم ) يحتمل خلق الله منهم انصرافهم ، فأضاف[ في الأصل وم : فأضيف ] إليه الصرف . ويشبه أن يكون قوله : ( صرف الله قلوبهم ) عقوبة ؛ أي عاقبهم الله بصرف قلوبهم باعتقادهم العناد وردهم الحجج ، وتركهم القبول .