ثم ذكر الله سبحانه ما كانوا يفعلونه عند نزول السورة بعد ذكره لما كانوا يقولونه ، فقال : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَة نَظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ } أي : نظر بعض المنافقين إلى البعض الآخر قائلين : { هَلْ يَرَاكُمْ مّنْ أَحَدٍ } من المؤمنين ، لننصرف عن المقام الذي ينزل فيه الوحي ، فإنه لا صبر لنا على استماعه ، ولنتكلم بما نريد من الطعن والسخرية والضحك . وقيل المعنى : وإذا أنزلت سورة ذكر الله فيها فضائح المنافقين ومخازيهم ، قال بعض من يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم للبعض الآخر منهم : هل يراكم من أحد ؟ ثم انصرفوا إلى منازلهم . وحكى ابن جرير ، عن بعض أهل العلم ، أنه قال : { نَظَرَ } في هذه الآية موضوع موضع قال : أي قال بعضهم لبعض هل يراكم من أحد . قوله : { ثُمَّ انصرفوا } أي : عن ذلك المجلس إلى منازلهم ، أو عن ما يقتضي الهداية والإيمان إلى ما يقتضي الكفر والنفاق ، ثم دعا الله سبحانه عليهم ، فقال : { صَرَفَ الله قُلُوبَهُم } أي : صرفها عن الخير وما فيه الرشد لهم والهداية ، وهو سبحانه مصرّف القلوب ومقلبها .
وقيل المعنى : أنه خذلهم عن قبول الهداية . وقيل : هو دعاء لا يراد به وقوع مضمونه ، كقولهم : قاتله الله . ثم ذكر سبحانه السبب الذي لأجله انصرفوا عن مواطن الهداية ، أو السبب الذي لأجله استحقوا الدعاء عليهم بقوله : { صَرَفَ الله قُلُوبَهُم } فقال : { بِأَنَّهُمْ قَوْم لا يَفْقَهُونَ } ما يسمعونه لعدم تدبرهم وإنصافهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.