بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرٗا وَنِفَاقٗا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (97)

قوله تعالى : { الأعراب أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا } ، يعني : أسد وغطفان وأعراب حاضري المدينة هم أشد في كفرهم ونفاقهم من غيرهم . { وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ } ، يعني : أحرى وأولى وأحق أَلاَّ يَعْلَمُوا ، { حُدُودَ مَا أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ } ، لأنهم كانوا أجهل وأقل علماً من غيرهم . وقال الكلبي : يعني : لا يعلمون الفرائض التي أنزل الله على رسوله . وقال مقاتل : هم أقلّ علماً بالسنن من غيرهم .

وروى الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان زيد بن صوحان جالساً يحدث وقد أصيبت يده يوم نهاوند ، فجاء أعرابي وقال : والله إن حديثك ليعجبني ، وإن يدك لتريبني . فقال له زيد : أو ليس الشمال ؟ قال الأعرابي : والله لا أدري الشمال يقطعون أو اليمين ؟ فقال زيد : صدق الله { الأعراب أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَن لا يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ } ، ويقال : أن لا يعلموا أحكام الله في كتابه . { والله عَلِيمٌ } بهم ، { حَكِيمٌ } في أمرهم . ونزل فيهم : { وَمِنَ الأعراب مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا } ،