{ والسابقون الأولون } وهم الذين صلوا إلى القبيلتين ، { مِنَ المهاجرين والأنصار } ، وشهدوا بدراً . عن قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب من المهاجرون الأولون ؟ قال : من صلَّى إلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو من المهاجرين الأولين وقال السدي : كانت الهجرة قبل أن تفتح مكة ، فلما فتحت مكة كان من أسلم بعده ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو تابع .
وروي عن مجاشع بن مسعود النهدي أنه جاء بابن أخيه ليبايعه على الهجرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا بَلْ بَايِعْ عَلَى الإِسْلامِ ، فَإِنَّهُ لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفْتَحِ وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ » . قرأ العامة { والأنصار } بالكسر ، وقرأ الحضرمي { والأنصار } بالضم . فمن قرأ بالضم فهو عطف على السابقين التابعين ومعناه والسابقون والأنصار ، ومن قرأ بالكسر فهو عطف على المهاجرين ومعناه ومن المهاجرين ومن الأنصار .
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقرأ : { الذين * اتبعوهم بِإِحْسَانٍ } بغير واو ، وقراءة العامة بالواو ، فمن قرأ بغير واو يكون نعتاً للأنصار ، ومن قرأ بالواو يكون نعتاً لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة .
وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : سمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقرأ هذه الآية { والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ } فقال له عمر : من أقرأك هذه الآية ؟ فقال : أقرأنيها أُبيّ بن كعب . فقال لا تفارقني حتى أذهب بك إليه . فلما جاءه قال : يا أُبَيّ ، أنت أقرأته هذه الآية هكذا ؟ قال : نعم . قال : أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : كنت أظن أنا قد ارتفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا . قال أُبيّ : تصديق هذه الآية أول سورة الجمعة ، وأوسط سورة الحشر وآخر سورة الأنفال . أما أول سورة الجمعة { وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ العزيز الحكيم } [ الجمعة : 3 ] وأوسط سورة الحشر { والذين جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ الحشر : 10 ] وآخر سورة الأنفال { والذين ءَامَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا مَعَكُمْ فأولئك مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كتاب الله إِنَّ الله بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } [ الأنفال : 75 ] .
وقال الشعبي : { السابقون الأولون } من أدرك بيعة الرضوان وبايع تحت الشجرة . { والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ } ، يعني : على دينهم بإحسانهم ، { رَّضِىَ الله عَنْهُمْ } بأعمالهم ، { وَرَضُواْ عَنْهُ } ، يعني : عن الله تعالى بثوابه لهم في الجنة . { وَأَعَدَّ لَهُمْ جنات تَجْرِي من تَحْتَهَا الأنهار } . قرأ ابن كثير { جنات تجري مِن تَحْتِهَا الأنهار } بزيادة من ، وقرأ الباقون { جنات تَجْرِي تَحْتَهَا الانهار } بغير من صار { تَحْتِهَا } نصباً لنزع الخافض . { خالدين فِيهَا أَبَداً ذلك الفوز العظيم } ، يعني : الثواب الوافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.