فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (32)

ثم جاوبوه بغير ما تقدم من كلامهم وكلامه { قالوا } عجزا عن القيام بالحجة وقصورا عن رتبة المناظرة وانقطاعا عن المباراة بقولهم { يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا } أي خاصمتنا بأنواع الخصام ودفعتنا بكل حجة لها مدخل في المقام ولم يبق لنا في هذا الباب مجال فقد ضاقت علينا المسالك وانسدت أبواب الحيل { فائتنا بما تعدنا } من العذاب الذي تخوفنا منه وتخافه علينا { إن كنت من الصادقين } فيما تقوله لنا .