فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّـٰهٞ مُّنِيبٞ} (75)

ثم أثنوا على إبراهيم أو أثنى الله عليه فقال { إن إبراهيم لحليم } أي ليس بعجول في الأمور ولا بموقع لها على غير ما ينبغي { أواه } أي كثير التأوه أو الرحيم { منيب } أي راجع إلى الله وقد تقدم في براءة الكلام على الأواه والمنيب هو المقبل على طاعة الله . وقال قتادة : المنيب المخلص . وفي الآية ما يشير إلى أن المراد بالمجادلة فيما تقدم مجادلة الرسل لا مجادلة الرب كما قاله الجمهور ، والمقصود من ذلك بيان الحامل له على المجادلة وهو رقة قلبه وفرط رحمته ، فطلب تأخير العذاب عنهم لعلهم يؤمنون ويرجعون عما هم فيه من الكفر والمعاصي .