الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّـٰهٞ مُّنِيبٞ} (75)

وقوله : { أواه منيب }[ 75 ] : /الأواه : المبتهل إلى الله عز وجل{[32893]} ، المتخشع في ابتهاله ، الذي{[32894]} يكثر التأوه خوفا ، وإشفاقا من الذنوب{[32895]} ، والمنيب : الرجاع{[32896]} إلى طاعة الله عز وجل{[32897]} .

وقيل : إنما وصفه بالحلم ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينتصر لنفسه قط ، إنما كان ينتصر لله عز وجل ، ولم يعاقب أحدا بذنب صنعه إلا لله{[32898]} ، ولم يغضب قط إلا لله{[32899]} .

والأواه : الدّعاء ، البكاء ، والمنيب : التارك للذنوب ، الراجع إلى ما يحبه الله عز وجل ، ويرضى به . وقيل : الأوَّاه : الدَّعاء{[32900]} ، وقيل : هو المتأوه ، المرتجع من الذنوب .


[32893]:ساقط من ق.
[32894]:ق: الذين.
[32895]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/23 ومعاني الزجاج 3/65، والمحرر 9/193.
[32896]:ط: الرجوع.
[32897]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15، والمحرر 9/193.
[32898]:ق: إلى الله.
[32899]:ق: الله.
[32900]:وهو قول ابن مسعود، وعبيد بن عمير في: جامع البيان 14/523-524، ولم ينسبه في معاني الفراء 2/23.