فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةٗ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرٖ} (63)

{ قال يا قوم أرأيتم } قال ابن عطية : هي من رؤية القلب ، والشرط الذي بعده وجوابه يسد مسد مفعولين لأرأيتم . قال الشيخ : والذي تقرر أن أرأيت ضمن معنى أخبرني ، وعلى تقدير أن لا يضمن فجعله الشرط والجواب لا تسد مسد مفعولي علمت .

{ إن كنت على بينة من ربي } أي حجة ظاهرة وبرهان صحيح { وآتاني منه } أي من جهته { رحمة } أي نبوة وهذه الأمور وإن كانت متحققة الوقوع لكنها صدرت بكلمة الشك اعتبارا بحال المخاطبين لأنهم في شك من ذلك كما وصفوه عن أنفسهم وعبارة الشهاب أنه من باب إرخاء العنان .

{ فمن ينصرني من الله } استفهام معناه النفي لا ناصر لي يمنعني من عذاب الله والنصرة مستعملة في لازم معناها وهو المنع ولذا عدي بمن { إن عصيته } في تبليغ الرسالة وراقبتكم وفترت عما يجب علي من البلاغ { فما تزيدونني } بتثبيطكم إياي { غير تخسير } بأن تجعلوني خاسرا بإبطال عملي وما منحني الله والتعرض لعقوبة الله لي ، قال الفراء : أي تضليل وإبعاد من الخير . وقيل المعنى فما تزيدونني باحتجاجكم بدين آبائكم غير بصيرة بخسارتكم وقال مجاهد وعطاء الخراساني : ما تزدادون أنتم إلا خسارا .