فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ} (86)

{ بَقِيتُ الله خَيْر لَكُمْ } أي : ما يبقيه لكم من الحلال بعد إيفاء الحقوق بالقسط أكثر خيراً وبركة مما تبقونه لأنفسكم من التطفيف والبخس ، والفساد في الأرض ، ذكر معناه ابن جرير وغيره من المفسرين .

وقال مجاهد : بقية الله : طاعته . وقال الربيع : وصيته . وقال الفراء : مراقبته ، وإنما قيد ذلك بقوله : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } لأن ذلك إنما ينتفع به المؤمن لا الكافر ، أو المراد بالمؤمنين هنا : المصدّقون لشعيب { وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أحفظكم من الوقوع في المعاصي من التطفيف والبخس وغيرهما ، أو أحفظ عليكم أعمالكم ، وأحاسبكم بها وأجازيكم عليها .

/خ95