فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلۡبَشِيرُ أَلۡقَىٰهُ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ فَٱرۡتَدَّ بَصِيرٗاۖ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (96)

{ فلما أن جاء البشير } بين يدي العير قال ابن عباس : البشير البريد ، وعن الضحاك مثله ، قاله المفسرون البشير هو يهوذا ابن يعقوب قال لأخيه أنا جئته بالقميص ملطخا بالدم فأعطني اليوم قميصك لأخبره أنك حي فأفرحه كما أحزنته وبه قال سفيان .

{ ألقاه على وجهه } أي ألقى البشير قميص يوسف عليه السلام على وجه يعقوب أو ألقاه يعقوب على وجه نفسه { فارتد } الارتداد انقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها ، والمعنى عاد الحسن قال : لما أن جاء البشير إلى يعقوب فألقى عليه القميص قال علي أي دين خلفت يوسف ؟ قال على الإسلام ، قال الآن تمت النعمة .

{ قال } يعقوب لمن كان عنده من أهله الذين قال لهم إني لأجد ريح يوسف عليه السلام { ألم أقل لكم } هذا القول فقلتم ما قلتم ويكون قوله { إني أعلم من الله ما لا تعلمون } كلاما مبتدأ لا يتعلق بالقول ، ويجوز أن تكون الجملة مقول القول ويريد بذلك إخبارهم بما قاله لهم سابقا إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، والمعنى أعلم من الله ما لا تعلمون من حياة يوسف عليه السلام وأن الله يجمع بيننا .