{ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ( 15 ) }
{ لَقَالُواْ } أي الكفار لفرط عنادهم وزيادة عتوهم { إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا } قرئ مشددا ومخففا وهم سبعيتان وهو من سكر الشراب أو من السكر وهو سدها عن الإحساس ، قاله مجاهد ، يقال سكر النهر إذا سده وحبسه عن الجري . وعن قتادة نحوه . قال أبو عمرو بن العلاء : سكرت غشيت وعطت ، وبه قال أبو عبيد وأبو عبيدة .
وروي عنه أيضا أنه من سكر الشراب أي غشيهم ما غطى أبصارهم كما غشى السكران ما غطى عقله ، وعلى التخفيف بمعنى سحرت ، وقيل أصله من السكور يقال سكرت عينه إذا تحيرت وسكنت عن النظر ، قال النحاس : وهذه الأقوال متقاربة والتشديد لأجل التكثير والمبالغة ، قال ابن عباس قريش تقوله .
{ بَلْ نَحْنُ } أضربوا عن قولهم سكرت أبصارنا ، ثم ادعوا أنهم { قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } أي سحرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي هذا بيان لعنادهم العظيم الذي لا يقلعهم عنه شيء من الأشياء كائنا ما كان ، فإنهم إذا رأوا آية توجب عليهم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله نسبوا إلى أبصارهم أن إدراكها غير حقيقي لعارض السكر أو أن عقولهم قد سحرت فصار إدراكهم غير صحيح ، ومن بلغ في التعنت إلى هذا الحد فلا تنفع فيه موعظة ولا يهتدي بآية . وفي كلمتي الحصر والإضراب دلالة على البت بأن ما يرونه لا حقيقة له ، بل هو باطل خيل إليهم بنوع من السحر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.