{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ( 43 ) }
{ مُهْطِعِينَ } أي مسرعين قاله قتادة وزاد في الجمل إلى الداعي وهو إسرافيل وقيل هو جبريل والنافخ إسرافيل . قال الشهاب : وهو الأصح كما دلت عليه الآثار وقيل المهطع الذي يديم النظر . قاله مجاهد .
قال أبو عبيدة : قد يكون الوجهان جميعا ، يعني الإسراع مع إدامة النظر ، وقيل المهطع الذي لا يرفع رأسه وقال ثعلب : المهطع الذي ينظر في ذل وخضوع وقيل هو الساكت ، قال النحاس : والمعروف في اللغة أهطع إذا أسرع ، وبه قال أبو عبيدة ، قال ابن عباس : يعني بالاهطاع النظر من غير أن يطرف .
{ مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ } إقناع الرأس رفعه ، وأقنع صوته إذا رفعه ، وقال ابن عباس : الإقناع رفع الرأس ، والمعنى أنهم يومئذ رافعون رؤوسهم إلى السماء ينظرون إليها نظر فزع وذل ولا ينظر بعضهم إلى بعض ، وقيل أن إقناع الرأس نكسة ، وقيل يقال أقنع إذا رفع رأسه وأقنع رأسه إذا طأطأه ذلة وخضوعا ، والآية محتملة للوجهين ، قال المبرد : والقول الأول أعرف في اللغة .
{ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي لا ترجع إليهم أبصارهم من شدة الخوف ، وأصل الطرف تحريك الأجفان ، وسميت العين طرفا لأنه يكون لها ، وقال ابن عباس : يعني شاخصة أبصارهم قد شغلهم ما بين أيديهم { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء } الهواء في اللغة الجوف الخالي الذي لم تشغله الأجرام ، والمعنى أن قلوبهم خالية عن العقل والفهم لما شاهدوا من الفزع والحيرة والدهش وجعلها نفس الهواء مبالغة ومنه قيل للأحمق والجبان قلبه هواء أي لا رأي فيه ولا قوة .
وقيل معنى الآية أنها خرجت قلوبهم عن مواضعها فصارت في الحناجر لا تخرج من أفواههم ولا تعود إلى أماكنها ، وقيل هواء بمعنى مترددة تهوي في أجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه ، وقيل المعنى إن أفئدة الكفار في الدنيا خالية عن الخير . قال ابن عباس : ليس فيها شيء من الخير فهي كالخربة ، قال قتادة : ليس فيها شيء خرجت من صدورهم فنشبت في حلوقهم ، وعن مرة قال : منخرقة لا تعي شيئا ، وقيل المعنى وأفئدتهم ذات هواء .
ومما يقارب معنى هذه الآية قوله تعالى : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } أي خاليا من كل شيء إلا من هم موسى عليه السلام ، والحاصل أن القلوب يومئذ زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.