فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (118)

{ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( 118 ) } .

ثم خص محرمات اليهود بالذكر فقال : { عَلَى الَّذِينَ هَادُواْ } ، أي : على اليهود خاصة دون غيرهم ، { حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ } ، بقولنا : { حرمنا عليهم كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها } . الآية .

{ مِن قَبْلُ } ، متعلق ب " قصصنا " أو ب " حرمنا " . قال الحسن : يعني : في سورة الأنعام ؛ وعن قتادة مثله ، وقال حيث يقول : { وعلى الذين هادوا – إلى قوله : – وإنا لصادقون } ، وتحريم الشيء إما لضرر فيه وإما لبغي المحرم عليهم ، فقوله : " إنما حرم عليكم " الخ ، إشارة للقسم الأول ، وهذا إشارة للقسم الثاني .

{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بذلك التحريم ، بل جزيناهم ببغيهم ، { وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، حيث فعلوا أسباب ذلك فحرمنا عليهم تلك الأشياء عقوبة لهم . ثم بين سبحانه أن الافتراء على الله سبحانه ومخالفة أمره لا يمنعهم من التوبة وحصول المغفرة فقال :