ثم حكى سبحانه عن المنافقين أنهم لما كرهوا حكمه ، أقسموا بأنه لو أمرهم بالخروج إلى الغزو لخرجوا ، فقال :
{ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } المعنى : يجهدون أيمانهم جهدا ومعناه طاقة ما قدروا أن يحلفوا ، مأخوذ من قولهم : جهد نفسه إذا بلغ طاقتها ، وأقصى وسعها ، وقيل : التقدير مجتهدين في إيمانهم ، كقولهم : افعل ذلك جهدك وطاقتك وقد خلط الزمخشري الوجهين فجعلهما واحدا . وقيل : جهد اليمين أن يحلف بالله ولا يزيد على ذلك شيئا .
{ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } بالخروج إلى الجهاد { لَيَخْرُجُنَّ } وليغزون ، ولما كانت مقالتهم هذه كاذبة ، وأيمانهم فاجرة رد الله عليهم زاجرا فقال : { قُل لَّا تُقْسِمُوا } أي لا تحلفوا على ما تزعمونه من الطاعة والخروج إلى الجهاد إن أمرتم به . وههنا تمّ الكلام ثم ابتدأ فقال :
{ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } أي طاعتهم طاعة معروفة بأنها طاعة نفاقية لم تكن عن اعتقاد ، وقيل : طاعة معروفة أولى بكم من أيمانكم . وقيل : لتكن منكم طاعة ، أو لتوجد ، وفي هذا ضعف لأن الفعل لا يحذف إلا إذا تقدم ما يشعر به ، وقيل : أمركم طاعة ، بل قال الواسطي : إنه الأولى لأن الخبر محط الفائدة ، وعليه فالمعنى : أمركم الذي يطلب منكم طاعة معروفة معلومة ، لا يشك فيها ولا يرتاب . وقرئ : طاعة بالنصب أي أطيعوا طاعة .
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الطاعة بالقول ، وما تشمرونه من المخالفة بالفعل وهذا تعليل لما قبلها من كون طاعتهم طاعة نفاق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.