فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (52)

ثم أردف الثناء عليهم بثناء آخر فقال : { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيَخْشَ اللَّهَ ، وَيَتَّقْهِ } هذه الجملة مقررة لما قبلها ، من حسن حال المؤمنين ، وترغيب من عداهم إلى الدخول في عدادهم والمتابعة لهم في طاعة الله ورسوله ، في كتابه وسنته والخشية من الله عز وجل فيما مضى والتقوى له فيما يستقبل وفي { وَيَتَّقْهِ } قراآت من الجزم والكسر .

{ فَأُوْلَئِكَ } أي : الموصوفون بما ذكر من الطاعة والخشية والتقوى { هُمُ الْفَائِزُونَ } بالنعيم الدنيوي ، والأخروي ، لا من عداهم . وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية ، وهي جامعة لأسباب الفوز والفلاح الكاملة الشاملة وبالله التوفيق ، وهو المستعان .