فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ} (65)

وسألوه وقت قيام الساعة فنزل :

{ قل لا يعلم من } أي لا يعلم من المخلوقات الكائنة الثابتة الساكنة المستقرة { في السماوات والأرض } وهم الملائكة والإنس { الغيب } الذي استأثر الله بعلمه { إلا الله } أي : لكن الله يعلم ذلك فالاستثناء منقطع ، ورفع ما بعد ( إلا ) على اللغة التميمية كما في قوله :

إلا اليعافير وإلا العيس

وقيل : لا يعلم غيب من فيهما ، ولا يعلم الأشياء التي تحدث فيهما إلا الله ، و قيل : هو استثناء نتصل من ( من ) والأولى أولى ، لأن الاتصال يقتضي أن الله من جملة من فيهما .

أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عائشة قالت : " ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم الله الفرية ، وقالت في آخره : ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم الله الفرية ، والله تعالى يقول : قل : { لا يعلم } " الآية "

{ وما يشعرون } أي الكفار { أيان يبعثون } أي ينشرون من القبور ، وأيان مركبة من أي وأن ، وقد تقدم تحقيقه ، وقرئ إيان بكسر الهمزة وهي لغة بني سليم .