فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ} (70)

{ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ( 70 ) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 71 ) قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ( 72 ) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ( 73 ) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ( 74 ) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ( 75 ) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( 76 ) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ( 77 ) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ( 78 ) }

{ ولا تحزن عليهم } الحزن سببه إما فوت أمر في الماضي ، أو توقع مكروه في المستقبل ، أي : لا تحزن على عدم إيمان المستهزئين فيما مضى ولا تغتنم وتهتم بمكرهم في المستقبل ، وهو معنى قوله :

{ ولا تكن في ضيق مما يمكرون } الضيق الحرج ، يقال : ضاق الشيء ضيقا بالفتح ، وضيقا بالكسر ، وقرئ بهما وهما لغتان ، قال ابن السكيت : يقال : في صدر فلان ضيق ، وضيق ، وهو ما يضيق عنه الصدور ، وقرئ لا تكن بثبوت النون هنا على الأصل .

وقد حذفت من هذا المضارع في القرآن في عشرين موضعا ، تسعة منها مبدوءة بالتاء ، وثمانية بالياء ، واثنان بالنون ، وواحد بالهمزة ، وهو قوله : ولم أك بغيا ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في أواخر سورة النحل .