فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ} (72)

{ قل : عسى أن يكون ردف لكم } يقال ردفت الرجل وأردفته ، وإذا ركبت خلفه ، وردفه إذا اتبعه وجاء في إثره ، قال ابن شجرة معنى ردف لكم تبعكم ، قال : ومنه ردف المرأة ، لأنه تبع لها من خلفها . قال الجوهري : وأردفه لغة في ردفه مثل تبعه واتبعه . وقال الفراء : ردف لكم دنا لكم ، ولهذا قيل : لكم ، وقرئ ردف بفتح الدال ، وهي لغة ، والكسر أشهر .

وقرأ ابن عباس ( أزلف لكم ) وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بمدخولها ، وإنما يطلقونها إظهارا للوقار ، وإشعارا بأن الرمز من أمثالهم كالتصريح ممن عداهم ، وعلى ذلك يجري الله وعيده ، قاله أبو السعود والمعنى قل : يا محمد صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الكفار : عسى أن يكون هذا العذاب الذي به توعدون تبعكم ولحقكم ، فتكون اللام زائدة للتأكيد ، أو بمعنى اقترب لكم ودنا منكم قاله ابن عباس ، فتكون غير زائدة .

{ بعض الذي تستعجلون } من العذاب ، أي حلوله ، قيل : هو عذابهم بالقتل يوم بدر ، وقيل هو عذاب القبر ،