{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } الصلاة من الله على العباد رحمة لهم وبركة عليهم ، ومن الملائكة الدعاء لهم والاستغفار كما قال : { ويستغفرون للذين آمنوا } قال مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان : المعنى ويأمر ملائكته بالاستغفار لكم ، والجملة مستأنفة كالتعليل لما قبلها من الأمر بالذكر والتسبيح . وقيل : الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل في عباده ، وقيل الثناء عليه ، وعطف ملائكته على الضمير المستكن في يصلي لوقوع الفصل بقوله ( عليكم ) فأغنى ذلك عن التأكيد بالضمير المنفصل ، والمراد بالصلاة هنا معنى مجازي يعم صلاة الله بمعنى الرحمة ، وصلاة الملائكة بمعنى الدعاء ، لئلا يجمع بين حقيقة ومجاز في كلمة واحدة ، واللام في قوله :
{ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } متعلق بيصلي ، أي يعتني بأموركم هو وملائكته ليخرجكم من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعات ومن ظلمة الضلالة إلى نور الهداية ، ومعنى الآية تثبيت المؤمنين على الهداية ، ودوامهم عليها ؛ لأنهم كانوا وقت الخطاب على الهداية ، قال الحفناوي : جمع الأول لتعدد أنواع الكفر ، وأفرد الثاني لأن الإيمان شيء واحد لا تعدد فيه .
ثم أخبر سبحانه برحمته للمؤمنين تأنيسا لهم وتثبيتا فقال :
{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } وفي هذه الجملة تقرير لمضمون ما تقدمها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.