فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (25)

ثم أردف سبحانه هذا الكلام المنصف بكلام أبلغ منه في الإنصاف وأدخل فيه وأبعد من الجدل والمشاغبة فقال : { قُل : لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعلمون } أي : إنما أدعوكم إلى ما فيه خير لكم ونفع ، ولا ينالني من كفركم وترككم لإجابتي ضرر ، وهذا كقوله سبحانه : { لكم دينكم ولي دين } ، وفي إسناد الجرم إلى المسلمين ونسبة مطلق العمل إلى المخاطبين مع كون أعمال المسلمين من البر الخالص والطاعة المحضة وأعمال الكفار من المعصية البينة والإثم الواضح ، من الإنصاف ما لا يقادر قدره ، والمقصود المهادنة والمتاركة ، وقد قيل : نسخت هذه الآية وأمثالها بآية السيف .