فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

ثم أمره الله سبحانه أن يورد عليهم حجة أخرى ليظهر بها ما هم عليه من الخطأ فقال : { قُلْ : أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء } أي ألحقتموهم بالله شركاء له ، وهذه الرؤية هي القلبية فيكون شركاء هو المفعول الثالث ، ويجوز أن تكون هي البصرية ويكون شركاء منتصبا على الحال ، وأريد بأمرهم بإراءته الأصنام مع كونها بمرأى منه صلى الله عليه وسلم إظهار خطأهم وإطلاعهم على بطلان رأيهم ، أي أرونيها لأنظر أي صفة فيها اقتضت إلحاقها بالله تعالى في استحقاق العبادة ، وفيه مزيد تبكيت لهم بعد إلزامهم الحجة ، ثم رد عليهم ما يدعونه من الشركاء وأبطل ذلك فقال :

{ كَلا بَلْ } أي ارتدعوا عن دعوى المشاركة بل المنفرد بالإلهية { هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ } بالقهر والغلبة { الْحَكِيمُ } بالحكمة الباهرة .