تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (25)

الآية 25 وقوله تعالى : { قل لا تُسألون عما أجرمنا ولا نُسأل عما تعملون } قال بعضهم : قال ذلك لأنهم كانوا يُعيّرون رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وأصحابه ]{[17014]} ويوبّخونهم في طعنهم الأصنام التي عبدوها وذكرهم إياها بالسوء وما يدّعون عليه من الافتراء بأنه رسول الله ، فيقولون لهم : { قل لا تُسألون عما أجرمنا } نحن { ولا نُسأل عما تعملون } وهو كقوله في سورة هود : { قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريء مما تُجرمون } [ الآية : 25 ] .

ويحتمل{[17015]} أن يكون قوله : { قل لا تُسألون عما أجرمنا } أي عما تدينا من الدين أو عما عملنا من الأعمال }{ ولا نُسأل عما تعملون } أنتم أي عما تدينون من الدين كقوله : { لكم دينكم ولي دين } [ الكافرون : 6 ] وكقوله : { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } [ الشورى : 15 ] .

وإنما يقال هذا بعد ظهور العناد والمكابرة . فأما عند الابتداء فلا ، والله أعلم .


[17014]:ساقطة من الأصل وم.
[17015]:في الأصل وم: أو.