فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (25)

{ قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون 25 }

وقل لهم : كل منا مجزي بعمله : )لكم دينكم ولي دين( {[3750]} ، وإنها لحكمة بالغة أن يجادل أهل الكفر والطغيان بأحسن منهاج وأقوى برهان ، فهو لا يبادئهم بالتسفيه حتى لا تزداد أحلامهم طيشا ، بل يسند الإجرام – الذي قد يعني مقارفة الكبائر- إلى أهل الإيمان ، بينما يسوق إجرام أهل الكفر بلفظ عام هو العمل إعذارا وبلاغا لئلا يكون للناس على الله حجة ، وهو مع ذلك كالتبري من شركهم وإفكهم ، كما جاء في آية كريمة : )وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون( {[3751]} .


[3750]:سورة الكافرون. الآية 6.
[3751]:سورة يونس. الآية 41.