{ فلما رأوه } الضمير يرجع إلى ما في قوله : { بما تعدنا } وقال المبرد والزجاج يعود إلى غير مذكور وبينه قوله { عارضا } فيعود إلى السحاب أي فلما رأوا السحاب عارضا ، فعارضا نصب على التكرير بمعنى التفسير وسمي السحاب عارضا لأنه يبدو في عرض السماء ، قال ابن عباس : العارض السحاب وبه قال الجوهري ، وزاد يعترض في الأفق ومنه قوله : { هذا عارض ممطرنا } ، وانتصاب عارضا على الحال أو التمييز .
{ مستقبل أوديتهم } أي متوجها نحوها سائرا إليها ، قال المفسرون : كانت عاد قد حبس عنهم المطر أياما فساق الله إليهم سحابة سوداء فخرجت عليهم من واد لهم يقال له المعتب فلما رأوه مستقبل أوديتهم استبشروا .
و { قالوا : هذا عارض ممطرنا } أي غيم فيه مطر وقوله مستقبل أوديتهم صفة لعارض لأن إضافته لفظية لا معنوية فصح وصف النكرة به وهكذا ممطرنا ، فلما قالوا ذلك أجاب عليهم هودا القائل هو الله : { بل هو ما استعجلتم به } من العذاب حيث قلتم : فائتنا بما تعدنا .
{ ريح فيها عذاب أليم } الريح التي عذبوا بها نشأت من ذلك السحاب الذي رأوه { تدمر كل شيء بأمر ربها } صفة ثانية لريح أي تهلك كل شيء مرت به من نفوس عاد وأموالها ، والتدمير الإهلاك وكذا الدماء ، وقرئ يدمر بالتحتية مفتوحة وسكون الدال وضم الميم ورفع كل على الفاعلية من دمر دمارا ومعنى بأمر ربها أن ذلك بقضائه وقدره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.