فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (8)

{ والذين كفروا } من أهل مكة وغيرهم { فتعسا لهم } منتصب على المصدر للفعل المقدر قال الفراء : مثل سقيا لهم ورعيا ، وأصل التعس الانحطاط والعثار ، قال ابن السكيت : التعس أن يجر على وجهه والنكس أن يجر على رأسه ، قال : والتعس أيضا الهلاك ، قال الجوهري : وأصله الكب وهو ضد الانتعاش قال المبرد : أي فمكروها لهم ، وقال ابن جريج : بعدا لهم وقال السدي : خزيا لهم ، وقال ابن زيد : شقاء لهم ، وقال الحسن شتما لهم وقال ثعلب : هلاكا لهم ، وقال الضحاك وابن زياد : خيبة لهم ، وقيل : قبحا لهم حكاه النقاش وقال الضحاك أيضا : رغما لهم وقال ثعلب أيضا : شرا لهم وقال أبو العالية : شقوة لهم وعنه سقوطا لهم .

قيل : والتعس في الدنيا العثرة ، وفي الآخرة التردي في النار يقال للعاثر تعسا إذا دعوا عليه ، ولم يريدوا قيامه وضده لعا إذا دعوا له وأرادوا قيامه ، واللام في لهم للبيان كما في قوله هيت لك .

{ وأضل أعمالهم } معطوف على ما قبله ، داخل معه في خبرية الموصول أي أبطلها لأنها كانت في طاعة الشيطان