فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (92)

{ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين 92 ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما تقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين 93 } .

ثم أكد الله سبحانه هذا التحريم بقوله : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فيما أمركم به ونهاكم عنه { واحذروا } مخالفتهما فإن هذا وإن كان أمرا مطلقا فالمجيء به وفي هذا الموضع يفيد ما ذكرناه من التأكيد ، وهكذا ما أفاده بقوله : { فإن توليتم } أي أعرضتم عن الامتثال { فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } أي قد فعل الرسول ما هو الواجب عليه من البلاغ الذي فيه رشادكم وصلاحكم ولم تضروا بالمخالفة إلا أنفسكم ، وفي هذا من الزجر ما لا يقادر قدره ولا يبالغ مداه .