فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91)

وقد أشار سبحانه إلى ما في الخمر والميسر من المفاسد الدنيوية بقوله : { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر } ومن المفاسد الدينية بقوله : { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة } لأن شرب الخمر يشغل عن ذكر الله وعن فعل الصلاة وكذلك القمار يشغل صاحبه عن ذكره سبحانه وعن الصلاة { فهل أنتم منتهون } فيه زجر بليغ يفيده الاستفهام الدال على التقريع والتوبيخ ، ولهذا قال عمر رضي الله عنه لما سمع هذا : انتهينا .

وقد وردت أحاديث كثيرة في ذم الخمر وشاربها والوعيد الشديد عليه ، وأن كل مسكر حرام وهي مدونة في كتب الحديث ، ورويت في سبب النزول روايات كثيرة فلا نطول المقام بذكرها فلسنا بصدد ذلك ، بل نحن بصدد ما هو متعلق بالتفسير .