فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

{ إنما يستجيب } لك إلى ما تدعو إليه { الذين يسمعون } سماع تفهم بما تقتضيه العقول وتوجبه الأفهام ، وهؤلاء ليسوا كذلك بل هم بمنزلة الموتى لا يسمعون ولا يعقلون لما جعلنا على قلوبهم من الأكنة وفي آذانهم من الوقر ، ولهذا قال : { والموتى } شبههم بالأموات بجامع أنهم جميعا لا يفهمون الصواب ولا يعقلون الحق { يبعثهم الله } يوم القيامة أي : إن هؤلاء لا يلجئهم الله إلى الإيمان وإن كان قادرا على ذلك كما يقدر على بعثه الموتى للحساب { ثم إليه ترجعون } فيجازي كلا بما يليق به كما تقتضيه حكمته البالغة .