فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِهِۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ هُمۡ يَصۡدِفُونَ} (46)

{ قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم } هذا تكرير للتوبيخ لقصد تأكيد الحجة عليهم ، ووحد السمع لأنه مصدر يدل على الجمع بخلاف البصر فلهذا جمعه ، والختم الطبع ، وقد تقدم تحقيقه في البقرة والمراد أخذ المعاني القائمة بهذه الجوارح أو أخذ الجوارح أنفسها .

{ من إله غير الله يأتيكم به } الاستفهام للتوبيخ ووحد الضمير في { به } مع أن المرجع متعدد على معنى فمن يأتيكم بذلك المأخوذ ، وقيل الضمير راجع إلى أخذ هذه المذكورة وقيل إن الضمير بمنزلة إسم الإشارة أي من يأتيكم بذلك المذكور .

{ انظر كيف نصرف الآيات } أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنظر في تصريف الآيات الباهرات وعدم قبولهم لها تعجيبا له من ذلك ، ويدخل معه غيره ، والتصريف المجيء بها على جهات مختلفة من أسلوب إلى أسلوب ، تارة إنذار ، وتارة إعذار ، وتارة ترغيب ، وتارة ترهيب { ثم هم يصدفون } أي يعرضون قاله مجاهد ، يقال صدف عن الشيء إذا أعرض عنه صدفا وصدوفا . وقال ابن عباس : يعدلون عنها مكذبين لها ، وهو محط التعجيب والعمدة فيه .