فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (45)

{ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين 45 قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون 46 قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون 47 } .

{ فقطع } بالبناء للمفعول وللفاعل وهو الله سبحانه وفيه التفات إلى غيبة { دابر القوم الذين ظلموا } الدابر الآخر يقال دبر القوم يدبرهم دابرا إذا كان آخرهم في المجيء قاله أبو عبيد ، ومنه التدبير لأنه إحكام عواقب الأمور ، والمعنى أنه قطع آخرهم أي استؤصلوا جميعا حتى آخرهم فلم يبق منهم باقية قال قطرب يعني أنهم استؤصلوا وأهلكوا ، وقيل الدابر الأصل يقال قطع الله دابره أي أصله ، قاله الأصمعي .

{ والحمد لله رب العالمين } على نصر الرسل وإهلاك الكافرين قال الزجاج : حمد نفسه على أن قطع دابرهم واستأصل شأفتهم ، وفيه تعليم المؤمنين كيف يحمدونه عنه نزول النعم التي من أجلها إهلاك الظلمة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون فإنهم أشد على عباد الله من كل شديد ، اللهم أرح عبادك المؤمنين من ظلم الظالمين واقطع دابرهم وأبدلهم بالعدل الشامل لهم آمين .