فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

{ خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ( 43 ) }

{ خاشعة أبصارهم } حال من ضمير يدعون ونسبة الخشوع إلى الأبصار وهو الخضوع والذلة لظهور أثره فيها { ترهقهم } أي تغشاهم { ذلة } شديدة وحسرة وندامة وصغار { وقد كانوا } في الدنيا { يدعون إلى السجود } دعوة تكليف .

{ وهم سالمون } أي معافون من العلل متمكنون من الفعل فلا يجيبون ، قال إبراهيم التيمي يدعون بالأذان والإقامة فيأبون ؛ وقال سعيد ابن جبير : يسمعون حي على الفلاح فلا يجيبون ، قال كعب الأحبار : والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات . وقال ابن عباس : هم الكفار يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون . وعنه قال : الرجل يسمع الآذان فلا يجيب الصلاة . أخرجه البيهقي في الشعب .