فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ} (39)

ثم زاد سبحانه في التوبيخ فقال { أم لكم أيمان علينا بالغة } أي عهود مؤكدة بالأيمان موثقة متناهية إذ العهد كلام مؤكد بالقسم فأطلق الجزء وأريد الكل والمعنى أم لكم أيمان على الله استوثقتم بها في أن يدخلكم الجنة ثابتة لكم { إلى يوم القيامة } لا يخرج عن عهدتها حتى يحكمكم يومئذ ، وقرأ الجمهور { بالغة } بالرفع على النعت لأيمان وقرئ بنصبها عل الحال من أيمان لأنها قد تخصصت بالعمل أو بالوصف أو من الضمير في لكم أو في علينا ، وجواب القسم قوله :

{ إن لكم لما تحكمون } به لأنفسكم لأن معنى أم لكم أيمان أم أقسمنا لكم ، وقيل قد تم الكلام عند قوله { إلى يوم القيامة } ثم ابتدأ فقال إن لكم الخ أي ليس الأمر كذلك .