الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ} (42)

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } قال : عبادي الذين قضيت لهم الجنة { ليس لك عليهم } أن يذنبوا ذنباً إلا أغفره لهم .

وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة ، فجزع لذلك فرنّ رنّة . فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة منها .

وأخرج ابن جرير عن زيد بن قسيط قال : «كانت الأنبياء تكون لهم مساجد خارجة من قراها ، فإذا أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شيء ، خرج إلى مسجد فصلى ما كتب له ثم سأل ما بدا له . فبينما نبي في مسجده إذ جاء إبليس حتى جلس بينه وبين القبلة ، فقال النبي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً . فقال إبليس : أخبرني بأي شيء تنجو مني ؟ قال النبي : بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم ؟ فأخذ كل واحد منهما على صاحبه ، فقال النبي : إن الله يقول { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } قال إبليس : قد سمعت هذا قبل أن تولد .

قال النبي : ويقول الله { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } [ الأعراف : 200 ] وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك . قال إبليس : صدقت . . . بهذا تنجو مني . فقال النبي : فأخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم ؟ قال : آخذه عند الغضب وعند الهوى » .