الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ} (42)

وظاهرُ قوله : { عِبَادِي } [ الحجر : 42 ] الخصوصُ في أهْل الإِيمانِ والتقوَى ، فيكون الاستثناء منقطعاً ، وإِن أخذْنا العِبَادَ عموماً ، كان الاستثناء متصلاً ، ويكون الأقلُّ في القَدْر من حيثُ لا قَدْرَ للكفار ، والنظَرُ الأولُ أحسنُ ، وإِنما الغَرَضُ ألاَّ يَقع في الاستثناء الأَكْثَرُ من الأقل ، وإِن كان الفقهاءُ قَدْ جَوَّزُوهُ .

وقوله : { لَمَوْعِدُهُمْ } [ الحجر : 43 ] .

أي : موضعُ اجتماعهم ، عافانا اللَّهُ من عذابه بمَنِّه ، وعامَلَنَا بمَحْضِ جُوده وكرمه .