الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا} (64)

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا »

فنزلت : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } إلى آخر الآية . زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم ، فكان ذلك الجواب لمحمد .

وأخرج ابن مردويه ، عن أنس قال : «سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله ؟ قال : ما أدري حتى أسأل جبريل ، وكان قد أبطأ عليه فقال : لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة ! . . . فقال : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : «أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً ثم أنزل ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - «ما نزلت حتى اشتقت إليك » فقال له جبريل : «أنا كنت إليك أشوق ولكني مأمور » فأوحى الله إلى جبريل أن قل له : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : احتبس جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة حتى حزن واشتد عليه ، فشكا إلى خديجة ، فقالت خديجة : لعل ربك قد ودعك أو قلاك ، فنزل جبريل بهذه الآية : { ما ودعك ربك وما قلى } [ الضحى : 2 ] قال : يا جبريل ، احتبست عني حتى ساء ظني ، فقال جبريل : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد قال : «لبث جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم اثني عشرة ليلة ، فلما جاءه قال : «لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن » فنزلت الآية .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد قال : أبطأت الرسل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاه جبريل فقال : «ما حبسك عني ؟ » قال : كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ، ولا تنقون براجمكم ، ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ { وما نتنزل إلا بأمر ربك } » .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : احتبس جبريل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وحزن فأتاه جبريل وقال : يا محمد : { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } يعني من الدنيا { وما خلفنا } يعني من الآخرة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة { له ما بين أيدينا } قال : الدنيا { وما خلفنا } قال : الآخرة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { له ما بين أيدينا } قال : من أمر الآخرة { وما خلفنا } من أمر الدنيا { وما بين ذلك } ما بين الدنيا والآخرة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { وما بين ذلك } قال : ما بين النفختين .

وأخرج هناد وابن المنذر ، عن أبي العالية { وما بين ذلك } قال : ما بين النفختين .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي { وما كان ربك نسياً } قال : { ما كان ربك } لينساك يا محمد .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه ، عن أبي الدرداء رفع الحديث قال : ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عافية ، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً . ثم تلا { وما كان ربك نسيا } .

وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله .

وأخرج الحاكم عن سلمان سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن [ ] والفراء فقال : «الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه » .