الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (86)

أخرج النسائي وابن حبان وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار فأسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ، ثم ندم فأرسل إلى قومه : أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل لي من توبة ؟ فنزلت { كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم } إلى قوله { فإن الله غفور رحيم } فأرسل إليه قومه فأسلم .

وأخرج عبد الرزاق ومسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر والباوردي في معروفة الصحابة قال : جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم كفر فرجع إلى قومه ، فأنزل الله فيه القرآن { كيف يهدي الله قوما كفروا } إلى قوله { رحيم } فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث : إنك - والله - ما علمت لصدوق ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك ، وأن الله عز وجل لأصدق الثلاثة . فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه .