الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ} (90)

أخرج البزار عن ابن عباس . أن قوما أسلموا ، ثم ارتدوا ، ثم أسلموا ، ثم ارتدوا . فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم . فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزلت هذه الآية { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا . . . } الآية . هذا خطأ من البزار .

وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال : اليهود والنصارى ، لن تقبل توبتهم عند الموت .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : هم اليهود ، كفروا بالإنجيل وعيسى ، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال : إنها نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا بعد إيمانهم ، ثم ازدادوا كفرا بذنوب أذنبوها ، ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب في كفرهم ، ولو كانوا على الهدى قبلت توبتهم ، ولكنهم على ضلالة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { لن تقبل توبتهم } قال : تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الأصل .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ثم ازدادوا كفرا } قال : تموا على كفرهم .

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ثم ازدادوا كفرا } قال : ماتوا وهم كفار { لن تقبل توبتهم } قال : إذا تاب عند موته لم تقبل توبته .