الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (56)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة } قال : يعنون في الدنيا ، استقل القوم أجل الدنيا لما عاينوا الآخرة { كذلك كانوا يؤفكون } قال : كذلك كانوا يكذبون في الدنيا . { وقال الذين أوتوا العلم . . } الآية . قال : هذا من تقاديم الكلام وتأويلها : وقال الذين أوتوا الإِيمان والعلم في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله { لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث } قال : لبثوا في علم الله في البرزخ إلى يوم القيامة ، لا يعلم متى علم وقت الساعة إلا الله ، وفي ذلك أنزل الله { وأجل مسمى عنده } [ طه : 129 ] .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن علي رضي الله عنه أن رجلاً من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } فأجابه علي رضي الله عنه وهو في الصلاة { فاصبر إن وعد الله حق ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يوقنون } .