فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (56)

{ وقال الذين أوتوا العلم والإيمان } اختلف في تعيين هؤلاء ، فقيل : الملائكة ، وقيل : الأنبياء ، وقيل : علماء الأمم ، وقيل مؤمنو هذه الأمة ، ولا مانع من الحمل على الجميع . قالوا ردا على هؤلاء الكفرة وتكذيبا لهم : { لقد لبثتم في كتاب الله } أي : سابق علمه ، وسالف قضائه { إلى يوم البعث } قال الزجاج : في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ ، قال الواحدي : المفسرون حملوا هذا على التقديم والتأخير ، على تقدير : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله ، وكان رد الذين أوتوا العلم عليهم باليمن للتأكيد ، أو للمقابلة لليمين باليمين ، ردوا ما قالوه ، وحلفوا عليه وأطلعوهم على الحقيقة ، ثم وصلوا ذلك بتقريعهم على إنكار البعث ، فنبهوهم على طريقة التبكيت بقولهم :

{ فهذا } الوقت الذي صاروا فيه هو { يوم البعث } الذي كنتم تنكرونه في الدنيا ، وقيل : الفاء جواب شرط محذوف تقديره : إن كنتم منكرين للبعث ، فهذا يومه ، أي : فقد تبين بطلان إنكاركم { ولكنكم كنتم لا تعلمون } أنه حق وقوعه في الدنيا ، بل كنتم تستعجلونه تكذيبا واستهزاء .