ثم ذكر إنكار المؤمنين عليهم فقال : { وَقَالَ الذين أُوتُواْ العلم والإيمان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ الله } أي فيما كتب الله لكم في سابق{[42261]} علمه في اللَّبث في القبور . وقيل : في كتاب الله في حُكْم الله{[42262]} أي فيما وعد به في كتابه من الحشر والبعث فيكون «في كتاب الله » متعلقاً «بلَبِثْتُم » وقال مقاتل وقتادة : فيه تقديم وتأخير{[42263]} معناه وقال الذين أوتوا العلم بكتاب الله والإيمان لقد لبثتم إلى يَوْم البَعْثِ .
و «في » تَرِدُ بمعنى الباء [ و ] العامة على سكون عين «البَعْثِ » والحسن بفتحها{[42264]} ، وقرئ ، بكسرها{[42265]} ، فالمكسور اسم ، والمفتوح مصدر .
قوله : { فهذا يَوْمُ البعث } في الفاء قولان : أظهرهما : أنها عاطفة هذه الجملة على «لَقَدْ لَبِثْتُمْ »{[42266]} .
وقال الزمخشري هي جواب{[42267]} شرط مقدر كقوله :
4046 - فَقَدْ جِئْنَا خُرَاسَانَا *** . . .
كأنه قيل : إن صحَّ ما قلتم إن «خراسان » أقصى ما يراد بكم وآن لنا أن نخلص وكذلك إن كنتم منكرين فهذا يوم البعث ، ويشير إلى البيت المشهور :
4047 - قالوا خُرَاسان أقْصَى ما يُرادُ بِنَا *** قُلْنَا القُفُول فَقَدْ جِئْنَا خُرَاسَانَا{[42268]}
قوله : «لا تَعْلَمُونَ » أي البعث أي ما يراد بكم ( أو ) لا يقدر له مفعول أي لم يكونوا من أولي العلم وهو المَنْع{[42269]} .
اعلم أن الموعود بوعد{[42270]} إذا ضرب له أجل يستقل المدة ويريد تأخيرها ، فالمجرم إذا حُشِرَ عَلِمَ أن مصيره ( إلى النار يستقل{[42271]} مدة اللَّبْثِ ويختار تأخير الحشر والإبقاء في الإبقاء ، والمؤمن إذا حُشِرَ عَلِمَ أن مصيره ) إلى الجنة فيستكثر المدة ولا يريد تأخيرها فيختلف الفريقان ويقول أحدهما : إن مدة لَبْثنا قليلٌ وإليه الإشارة بقوله : { وَقَالَ الذين أُوتُواْ العلم والإيمان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ الله إلى يَوْمِ البعث } ونحن صرنا إلى يوم البعث ، وهذا يوم البعث { ولكنكم كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وقوعه في الدنيا يعني أن طلبكم ( التأخير{[42272]} لأنكم كنتم لا تعلمون البعث ولا تعترفون به ، فصار مصيركم إلى النار فتطلبون التأخير ) ولا ينفعكم العلم به الآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.