الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (56)

ثم قال تعالى : { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث } .

هذا رد من المؤمنين على الكفار يوم القيامة دعواهم أنهم ما لبثوا غير ساعة ، تقديره عند قتادة : وقال الذين أوتوا العلم والإيمان في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث{[54844]} .

وقال ابن جريج : تقديره : وقال الذين أوتوا العلم بكتاب الله والإيمان بالله وبكتابه لقد لبثتم إلى يوم البعث{[54845]} .

وقيل : المعنى على غير تقدير ولا تأخير ، والتقدير : وقال الذين أعطاهم الله العلم به والإيمان لقد لبثتم في اللوح المحفوظ إلى يوم البعث ، فهذا يوم البعث أي : يوم يبعث الناس من قبورهم ، ولكنكم كنتم لا تعلمون في الدنيا أنه يكون وأنكم تبعثون بعد الموت ، ولذلك كذبتم به .

وقيل : التقدير : لقد لبثم في حكم الله وتقديره إلى يوم البعث{[54846]} .


[54844]:انظر: جامع البيان 21/57، والبحر المحيط 7/18، والجامع للقرطبي 14/48
[54845]:انظر: جامع البيان 21/57 ـ 58
[54846]:انظر: الجامع للقرطبي 14/48، وفيه هذا القول غير منسوب أيضا