الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ} (72)

أخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال : لما رفع الله عيسى ابن مريم اجتمع من علماء بني إسرائيل مائة رجل ، فقال بعضهم : أنتم كثير نتخوف الفرقة ، اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ، ثم قالوا : أنتم كثير نتخوف الفرقة ، اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ، ثم قالوا : أنتم كثير فاخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ، ثم قالوا : أنتم كثير فاخرجوا عشرة حتى بقي عشرة ، فقالوا : أنتم كثير حتى الآن فاخرجوا ستة وبقي أربعة ، فقال بعضهم : ما تقولون في عيسى ؟ فقال رجل منهم : أتعلمون أنه لا يعلم الغيب إلا الله ؟ قالوا : لا . فقال الرجل : هو الله كان في الأرض ما بدا له ، ثم صعد إلى السماء حين بدا له . وقال الآخر : قد عرفنا عيسى وعرفنا أمه هو ولده ، وقال الآخر : لا أقول كما تقولون ، قد كان عيسى يخبرنا أنه عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم ، فنقول كما قال لنفسه ، لقد خشيت أن تكونوا قلتم قولاً عظيماً . قال : فخرجوا على الناس فقالوا لرجل منهم : ماذا قلت ؟ قال : قلت هو الله كان في الأرض ما بدا له ثم صعد إلى السماء حين بدا له . قال : فاتبعه عنق من الناس وهؤلاء النسطورية واليعقوبية ، ثم خرج الرابع فقالوا له : ماذا قلت ؟ قال : قلت هو عبد الله روحه وكلمته ألقاها إلى مريم ، فاتبعه عنق من الناس فقال محمد بن كعب ، فكل قد ذكره الله في القرآن { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة . . . } الآية . ثم قرأ { وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً } [ النساء : 156 ] ثم قرأ { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا } [ المائدة : 65 ] إلى قوله { منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون } [ المائدة : 66 ] قال محمد بن كعب : فهؤلاء أمة مقتصدة ، الذين قالوا : عيسى عبد الله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم .