الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ} (72)

قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) الآية [ 74 ] .

أخبر الله عن النصارى أنه لما اختبرهم( {[17247]} ) بوفاء الميثاق ، كفروا وقالوا : المسيح الله ، وقد عملوا أنه ( ابن )( {[17248]} ) مريم ، والله لا يكون مولوداً( {[17249]} ) ، تعالى ( الله )( {[17250]} ) عن ذلك . وأخبر عن المسيح أنه قال لهم ( اعْبُدُوا اللَّهَ ) إلى آخر الآية ، وهذا قول اليعقوبية من اليهود( {[17251]} ) .

والمسيح : الصديق( {[17252]} ) .

وقال ابن عباس : سمي( {[17253]} ) مسيحاً ، لأنه كان أَمْسَحَ الرجل ، لا أخمصَ له( {[17254]} ) .

وقيل : سُمِّيَ مسيحاً ، لأنه كان لا يمسح بيديه( {[17255]} ) ذا( {[17256]} ) عاهة إلا برأ ، ولا يضع يده على شيء إلا أعطي فيه مراده( {[17257]} ) . وقال/ ثعلب( {[17258]} ) : سمي بذلك لأنه كان يمسح الأرض ، أي : يقطعها بالسياحة( {[17259]} ) .

و[ قيل ]( {[17260]} ) : لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن( {[17261]} ) .

وأما المسيح الدجال ، فإنما سمي به لأنه أمسح العين ، فهو بمعنى ممسوح ، ك " قتيل " بمعنى " مقتول " ( {[17262]} ) .


[17247]:- ب: اخترهم.
[17248]:- ساقطة من ج د.
[17249]:- ج د: مولود.
[17250]:- ساقطة من ج د.
[17251]:- انظر: تفسير الطبري 10/480 و481 وفيه: "وهذا قول اليعقوبية من النصارى" وانظر: إعراب النحاس 1/115 و512. وقد أورد ابن حزم "اليعقوبية" ضمن فرق النصارى وقال: "فإنهم ينسبون إلى يعقوب اليرذعاني، وكان راهباً بالقسطنطينية، وهم فرقة نافرت العقل والحس منافرة وحشية تامة" الفصل 1/112.
[17252]:- هو قول النخعي في إعراب النحاس 1/332 حيث الحديث عن عدم انصرافه حالة كونه أعجمياً أو عربياً، والحديث عن اشتقاقه، وانظر: معنى المسيح هنا في اللسان: "مسح" حيث روي عن أبي الهيثم.
[17253]:- ب: تسمى.
[17254]:- انظر: تفسير ابن كثير 1/373، واللسان: مسح.
[17255]:- ب ج د: بيده.
[17256]:- د: د.
[17257]:- انظر: المحرر 3/87، وتفسير ابن كثير 1/372، وفي اللسان "مسح" أنه رواية عن ابن عباس.
[17258]:- هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشييباني بالولاء، المعروف بثعلب، نحوي لغوي. أخذ عن ابن الأعرابي والفراء. ألف في معاني وإعراب غريب القرآن توفي سنة 291هـ. انظر: الوفيات 1/102، والغاية 1/148، وطبقات المفسرين 1/94.
[17259]:- انظر: تفسير ابن كثير 1/372، واللسان "مسح" حيث هو رواية عن أبي العباس.
[17260]:- أ: قال.
[17261]:- انظر: إعراب النحاس 1/332، واللسان: مسح.
[17262]:- انظر: تحقيق تفسير آل عمران والنساء 58، واللسان: "مسح" حيث هو قول المنذري.